موقع منتديات نور الزهراء الساطع
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، . كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع منتديات نور الزهراء الساطع
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، . كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
موقع منتديات نور الزهراء الساطع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير منة المنّان ـ الجزء العاشر ـ

اذهب الى الأسفل

تفسير منة المنّان ـ الجزء العاشر ـ Empty تفسير منة المنّان ـ الجزء العاشر ـ

مُساهمة  المدير العام الإثنين يناير 31, 2011 12:36 am

مِنةُ اَلمنَان في الدفاع عن القرآن
تأليف : السيد محمد الصدر
الجزء العاشر
من كتاب منة المنان في الدفاع عن القرآن
للسيد الشهيد محمد الصدر( رضوان الله عليه )
سورة الايلاف
وفي تسميتها عدة أطروحات :
الأولى : الايلاف . وهو المشهور .
الثانية : قٌرَيَْشٍ , كما في بعض المصادر .
الثالثة :السورة التي ذكر فيها الايلاف . أو التي ذكر فيها قٌرَيَْشٍ .
الرابعة : ان نسميها بما تبدأ به وهو قوله لإيلاَفِ قٌرَيَْشٍ .
الخامسة : ان نشير اليها برقمها في المصحف وهو 106 .
سؤال : ما هو متعلق لإِيلاَفِ ؟
جوابه : ان فيه عدة وجوه :
الأول : أنه فعل مقدر قبله . مثل نزلت السورة أو أقول أو يحصل . ونحوه لاجل ان يناسب أسناد الجار والمجرور .
الثاني : أنه فعل مقدر بعده , فيكون المعنى انه تحصل رحلة الشتاء والصيف لايلاف قريش .
الثالث
: ما ذكره الرازي في هامش العكبري حيث قال (1) : إنها متعلق بما بعدها ,
وهو قوله تعالى : فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ.لايلافهم رحلة
الشتاء والصيف.
أقول : إلا ناه بعيد لأنه بمنزلة المعلول والأثر , فلا
يكون بمنزلة المؤثر . ويجاب : انه أثر للنعمة ومؤثر في الايلاف . وبالرغم
من بعده اللفظي, فإننا قد نقبل به . ولكن مع الانحصار بهذا الوجه .
....................
(1) ج1 , ص157.
الرابع
: إننا إنما نحن نحتاج إلى فعل يرجع إليه الحار والمجرور . مع وجوده . أما
عدمه , فلا حاجة إلى ذلك كبروياً . ولا يتوقف عليه المعنى بل هو مفهوم
بدونه .
الخامس :ما ذكره الرازي –أيضا- حيث قال إنها متعلقة بأخر السورة التي قبلها .أي جعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش .
أقول : هذا على أساس أمرين :عدم الفصل بالبسملة . وثانيهما:انهما سورة واحدة .
وهناك
من القرائن ما يدل على وحدة السورتين , مضافا إلى الروايات من الفريقين
.وروايات العامة مصرحة بترك البسملة بينهما (2) , فيكون ذلك أوضح في
الوحدة . ويدفعه :بأنه لا أشكال من وجود البسملة هنا . مع العلم أنه لا
توجد بسملة في وسط السورة إلا في سورة النمل .ووجود البسملة دال على
التعدد. وكذلك فأنه مع حصول وجوه لمتعلق الجار والمجرور , تنتفي هذه
القرينة على الوحدة أيضاً .
وأما قرائن التعدد , فمتعددة :
أولاً: وجود البسملة بين السورتين :
ثانياً ارتكاز المتشرعة .
ثالثاً: أنه لا دليل على تتابعها في النزول . بل قد يكون الأمر بالعكس .
رابعاً: أختلاف السياق اللفظي . فسورة الفيل آياتها باللام , والايلاف بالنون .
خامساً تعدد الهدف أو السياق المعنوي .
سادساً:
أن الروايات وان دلت على الوحدة , فإن هناك روايات أخرى تدل على
التعدد,ذكرها صاحب الميزان (3) , ايضاً . ولكنه يمكن القول بأن سند
الروايات ضعيف . كما إن سند الوحدة ضعيف أيضاً .

ومعه تسقط كلتا
الطائفتين عن الحجية , أما للضعف أو للتعارض . ونرجع إلى ظاهر القرآن
الكريم بالتعدد . وذلك باعتبار الوجوه السابقة التي قلناها .
......................................
(1) ج2 , ص 156 .
(2) تفسير الرازي ,ج32, ص104 .
(3) راجع الميزان , ج20 , ص364 .......
كما
يمكن القول :ان روايات الوحدة تعارض هذا الظاهر القرآني , فتسقط عن الحجية
, لقولهم عليهم السلام (1) : ما خالف قول ربنا باطل , أضرب به عرض الجدار
. ورايات الوحدة توافق هذا الظاهر ,فتكون معتبرة . وعلى أي حال , يكون
ظاهر القرآن معتبراً .ثم إن كون الجار والمجرور (لايلاف ) متعلقاً بما
قبله من سورة الفيل , ينتج أمراً , وهو أن حادثة الفيل حصلت لاجل إيلاف
قريش , وانسها بولادة النبي (ص) . وهو معنى لطيف إلا انه قابل للمناقشة
.وعلى هذا تكون وحدة السورتين , قرينة – ولو كانت ناقصة – على ان هذه
السورة نزلت بعد سورة الفيل , كجزء منها .وهذا قابل للمناقشة من عدة وجوه :
الوجه
الول : ان تعلق الجار والمجرور , يكون بعيداً لفظاً . مع وجود فاصل آية أو
أكثر من آية , لا أقل من البسملة , وهذا خلاف الظهور الفعلي .
الوجه
الثاني : إن في سورة الفيل ستة أفعال : ترى وفعل ويجعل وارسل وترميهم
وجعلهم ,فلآي منها يعود الجار والمجرور ؟ نذكر عدة أطروحات كلها باطلة :
اولاً : ان يعود الى الجامع بينها , أي إلى احداها على نحو الإجمال . وهذا باطل نحوياً ومعنوياً , وإن كان متصوراً أصولياً .
ثانياً : ان بعود على ( فعل ) وفيه نقطة قوة ونقطة ضعف :
أما نقطة قوته : فهب انسجام المعنى . من حيث ان الله تعالى ينتقم من أصحاب الفيل لاجل إيلاف قريش .
ونقطة ضعفه : بعده اللفظي عن الجار والمجرور , وهو أمر مهم .
ثالثاً
: أنه يعود على قوله : فَجَعَلَهُمْ . ونقطة قوته قربه النسبي من الجار
والمجرور . إلا أنه لا يناسب المعنى الذي اقترحوه , فيكون على خلاف الظاهر
.
الوجه الثالث : أن السبب الذي تدل عليه سورة الايلاف , هو إلف قريش
لرحلة الشتاء والصيف واستيناسهم بها . ولا ذكر للنبي (ص) فالذي ينبغي أن
يقال : أن الله تعالى فعل وانتقم من أصحاب الفيل لاجل إيلاف وأنس قريش
برحلاتهم . وهذا هو الأقرب إلى السياق القرآني
فإن قلت : أن النبي (ص) ولد في عام الفيل . فسيكون مناسباً مع حادثة الفيل .
..........................................
(1) انظر الوسائل ج 18 كتاب القضاء ص 78- 79 .
قلت
: أن مئات الحوادث حصلت في عام الفيل . ولكن أهمها ولادة النبي ( ص)
فينبغي ان تكون هناك قرينة على أنسهم بولادة لنبي (ص) أو إشارة إلى ذلك في
السياق وهو منتفِ .
الوجه الرابع : أن تعلق الجار والمجرور بسورة الفيل
, إنما يصح مع وحدة السورتين , إذ لا يمكن تعلق الجار والمجرور بسورة
مستقلة وهذا فرع أن تكون سورة الايلاف نازلة بعد سورة الفيل مباشرة , لا
بعد سورتين أو أكثر أو كانت نازلة قبلها .
أذن , فجميع هذه الوجوه غير صحيحة . بل يتعلق الجار والمجرور بما ذكرناه من الوجوه السابقة .
سؤال : ما معنى الايلاف ؟
جوابه
: الايلاف هو الأنس والاعتياد . من الثلاثي ( أَلف ) وهو معتدٍ إلى مفعول
واحد . أو الرباعي (أَلف ) وهو معتد إلى مفعولين , وقيل : لواحد
والمراد من السورة : الآلف , أي مادة الثلاثي . والمعنى : آلف قريش للرحلة . ولكنه أستعمل الرباعي وذلك لاكثر من وجه واحد :
الأول
: أنه من قبيل استعمال الرباعي في معنى الثلاثي , مجازاً . ومن هنا أحتاج
إلى مفعول واحد , كالثلاثي , خلافاً للميزان الذي ذكر (1) إن المفعول
الثاني موجود أو مقدر يعرف مما بعده , وهو رحلة .
الثاني : أن المراد الرباعي . ويكون المفعول الأول مقدراً يعني يؤلفون غيرهم :أو يؤلف بعضهم البعض على الرحلة وهي المفعول الثاني .
سؤال : ما هو محل( قُرَيْشٍ ) من الإعراب ؟
جوابه : هي مضاف أليه للمصدر . ولكن هل هي من إضافة المصدر إلى الفاعل أو إلى المفعول ؟
قال في الميزان (2) وفاعل الايلاف هو الله سبحانه . وقريش مفعوله الأول , ومفعوله الثاني محذوف يدل عليه ما بعده .
أقول : أي أنه رجح كون الإضافة إلى المفعول وفيما سبق رجحنا إن الإضافة إلى الفاعل , أي أن قريش تؤلف غيرها إلى الرحلة .
..............................
(1) ج20 و ص 366.
(2) المصدر والصفحة .
وكما
يمكن ان يكون فاعل الايلاف هو الله سبحانه – كما قال – يمكن أن يكون ايضاً
: الأسباب الطبيعية أو التجارة أو الأسترباح أو الضرورة , باعتبار أن
أرضهم كانت ممحلة لا تنبت زرعاً (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ )(إبراهيم: من
الآية37).
و" رحلة " مفعول به للرباعي إن قلنا أنه يأخذ مفعولا واحداً
. ولا بد من تقدير مفعول ثانٍ أن قلنا انه يأخذ مفعولين . أي إن قريش تؤلف
الآخرين رحلة الشتاء والصيف .
وهناك أطروحة أخرى , وهي : أنه ليس
بالضرورة إن كل فعل متٍ الى مفعولين , يأخذ مفعولين فعلاً . بل يجوز أن
يأخذ مفعولا واحداً . وهنا كذلك .
وبتقريب أخر : أننا قلنا : ان
الرباعي استعمل بدل الثلاثي. مجازاً. ويمكن القول أنه أكتسب نفس صورته
النحوية واللغوية , بأن يأخذ مفعولا واحداً .
سؤال : لماذا التكرار في ( إِيلافِهِمْ ) ؟
جوابه
: أولا : ما عليه مشهور المفسرين , وهو التأكيد . وفيه : إن التأكيد ليس
مطلوباً دائماً . لأنه ينبغي انت يكون مطابقا لمقتضى الحال . وجوابه : أن
المراد بيان كثرة الآلفة والهمة نحو الرحلة . فانه لولا هذه التجارة
لماتوا جوعاً .فالأهمية موجودة وتستحق التأكيد بالتكرار .
ثانياً :تغير
المتعلق . فإننا عندما نقول : آلف زيد عمراً المكان . فأنه يطول الكلام
نسبياً . فيمكن أن نقول بدلا عنه :آلف زيد عمراً الف المكان . فقد دخل
الأول على المفعول الأول والثاني على المفعول الثاني . أو نقول : دخل
الفعل الأول على الفاعل والثاني على المفعول اذا كان متعديا إلى مفعول
واحد .
وبهذه الأطروحة نكون قد حصلنا على مبرر للتكرار .
ثالثا ً: اختلال السياق اللفظي بحذف إيلافهم الثانية . وهو ما يدرك حساً وذوقاً .
رابعاً
: وهي أطروحة لم تخطر على بال أحد وهي انه من المحتمل حصول بط ء وتلكوء في
الوحي نسبياً . كما لو قال : لايلاف قريش . وسكت : لوجود مانع أو مصلحة .
وحين أراد تجديد الكلام كان لابد من تجديد الارتباط بدون تكرار كامل .فقال
ايلافهم والله تعالى يعلم بعلمه الأزلي البط ء والتكرار . فأصبحت جزءاً
حقيقياً من القرآن . لان النبي (ص) قرأها هكذا . والاحتمال مبطل للاستدلال
.إن قلت : إن انقطاع الوحي لمانع , خلاف عصمة النبي (ص) لما فيه من إشعار
عدم الإصغاء للوحي .
قلت : أما من ناحية الكبرى , وهو لزوم الإصغاء
للوحي .فلا إشكال في كونه مسلما به لان الوحي من الله سبحانه . ولكنه قابل
للمناقشة صغروياً لعدة أسباب :
أولاً : ان المتكلم للوحي ليس هو الله
سبحانه بل جبرائيل . يقول سبحانه )نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى
قَلْبِكَ)(الشعراء: من الآية194)فخرجت الصغرى عن تلك الكبرى . وهو (ص)
أعظم وأهم من حبرائيل ,فليس وجوب الإصغاء متحققاً أليه .
ثانياً : إن الخواطر غير اختيارية حتى لنبي (ص) والوحي يعلم بذل . فيسكت حتى تنجلي .
ثالثاً
: انه يمكن ان حصول شغل للنبي (ص) كدخول شخص عليه أو غير ذلك من عوارض
الدنيا .فيتحول ذهنه إصراراً عن الوحي حينئذ. فلا بد من التكرار للارتباط .
سؤال : ما المراد من العبادة في قوله : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)
جوابه : لمادة العبادة هنا عدة مستويات :
الأول : الدخول في الإسلام , لان المخاطب قريش . وهم عبدة الأصنام . فخطبوا للتحول إلى عبادة الله , أو قل :للدخول إلى الإسلام .
الثاني
: تقديم الشكر لله عز وجل على النعم العظيمة المذكورة في السورة الكريمة .
على اعتبار إن المخاطب هو كل الناس,في كل القرآن وهو سبحانه قد أمنهم من
خوف وأطعمهم من جوع .
الثالث : الحج . أخذاً بالقرينة المتصلة . أي
فليعرضوا من هذه الرحلة إلى رحلة إلى الحج والعبادة ز والبيت هو محل الحج
على أي حال . وكل هذه المستويات محتملة وقائمة . ولكن بحسب الظاهر الأولي
, فإن المستوى الأول هو أرجح المحتملات . أما ذكر البيت فقد لا يكون قرينة
على الحج .وإنما خص بالذكر لوضوحه في أذهانهم , وقربه منهم , مع إدراكهم
بكونه مربوطاً بالله تعالى . .
ومنه يتضح معنى الفاء في قوله : فليعبدوا . فإن فائدتها الفريع على السابق , أي نتيجة لوام النعم في رحلة الشتاء والصيف .
سؤال : ما المقصود بالذي في قوله تعالى : الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ؟
جوابه :أمرين :
أحدهما :وهو الأرجح أن يراد به الله سبحانه . وهو مذكور في السياق بعنوان : رب هذا البيت .
ثانيهما
: البيت وهو و وهو جزء العلة والسبب الأهم للرزق والأمان . أما الرزق
فباعتبار كثرة السواح . واما المن فباعتبار حرمة دخول الحرم المكي والقتال
فيه .
غير أن الأرجح – كما قلنا – هو إن المراد هو الله سبحانه , لأنه هو السبب الحقيقي .
سؤال : كيف آمنهم من خوف
جوابه : لعدة إعتبارات :
أولاً : ان تلك الرحلة كانت خطرة من عدة جهات للوحوش واللصوص وغير ذلك ولكنهم كانوا في كل عام يذهبون سالمين ويرجعون سالمين .
ثانياً : إن القوى الكبرى في العالم يومئذ .ككسرى وقيصر , لم يتعرضوا لهم بشر , بالرغم من إمكان ذلك , وقلة إمكانيات الدفاع لديهم .
ثالثا
ً : أنهم لم يتعرضوا إلى الغزو والغارات التي كان يقوم بها بعض القبائل
تجاه بعض . فقد كان هذا معتاداً إلا أنه غير موجود إطلاقاً على أهل مكة ,
لقدسية الكعبة والحرم المكي الذي كانت فكرته كانت موجودة أجمالاً في
الجاهلية واشير أليه القرآن الكريم كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ
حَوْلِهِمْ)(العنكبوت: من الآية67) ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً
آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ)(القصص: من الآية57)
هذا
. ويمكن أن نقول : أن قوله : الذي أطعمهم , يعني لاجل هذا السبب . بالرغم
من كونه نعتاً . وهو لا يفيد هذه الجهة لا نحوياً ولا أصولياً , إلا أن
الحدس العرفي يقرر ذلك .وله شواهد في القرآن كقوله تعالى )الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ...... )(إبراهيم: من الآية39)
) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا ....)(لأعراف: من الآية43)
سؤال : ما معنى أطعمهم ؟
جوابه
: انه على معنى قدم لهم الطعام ومكنهم منه .وهو أما حقيقة أو مجاز
.والمراد ليس هو الطعام الحقيقي , بل مطلق سبل العيش والرزق . كل ما في
الأمر :إن إطعامهم إيجابي , وامنهم سلبي يعني دفع أسباب الخوف والبلاء .
ومن هنا كان استناده إلى لله أوضح . لأنه ليس باختيار .وأنما هو الدبر .
وفي
الإمكان حمل هذه النعم على النعم المعنوية , لأن كيان الإنسان على مستويات
متعددة : الجسم والنفس والعقل والروح . وقد جعل الله سبحانه لكل منها لذة
وألماً وخوفاً وأمناً .
كما يمكن ان نحمل ذلك على مستوى الأخروي .
فإطعامهم من جوع يعني : أثابهم في وقت حاجتهم . إلى الثواب . وأمنهم من
خوف . أي من عقاب جهنم .

فإن قلت : هل هذا الكلام مما تستحقه قريش عبدة الأصنام ؟
قلت
: أولاً : أننا حملنا كلا الآمرين ( الطعام والأمن ) على المعنى المعنوي .
فيمكن أن نفهم من قريش المعنى المعنوي ايضاً . وذلك أن يكون المراد كل فئة
متدنية بالنسبة إلى الكمال الذي لم يصلوه .وان الوصول إليه منوط بالتوفيق
الإلهي الذي أطعمهم وأمنهم وسيرهم في طريق التكامل الذي مشور فيه.
ثانياً : أنه تعالى أعطى قريشاً نفسها وأطعمهم وآمنهم , ببزوغ نور الإسلام الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور .
غير
إن أنزل الإسلام وتبلغه , إنما هو سبب أقتضائي للهداية وليس عِلَّياً ,
وإنما تنفع حقيقته حينما تتم اجزاء العلة , بالدخول إلى الإسلام , وإطاعة
أحكامه .
وعلى هذا يمكن القول بإمكان عموم الإطلاق (للإطعام والنعم
الإلهية ) إلى كل من المعاني المادية والمعنوية والدنيوية والأخروية ,
وعدم الانحصار ببعضها دون بعض .
تمت هذه السورة والحمد لله رب العالمين

المدير العام
Admin

عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 30/01/2011
الموقع : zahraalight.rigala.net

https://zahraalight.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى